وتوقَّفَ التأريخُ مُندهشاً إلى
بطَلٍ تبَسَّمَ ثغرُهُ بصفاءِ
الثغرُ يلمعُ باسماً بل ضاحكاً
للموت ينظُرُ نظرةَ استهزاءِ
فالموتُ يعرفُهُ فتىً منذُ الصبا
لم يبتعد عنهُ ولا بالنائي
-----
يا ناسِجاً مجدَ العروبةِ معطفاً
مُتلفّعاً بمبادئ الكُرماءِ
يا حامياً شعبَ العراقِ وأرضِهِ
من مكرِ أعداءٍ ومن إيذاءِ
اليوم عاد الطامعونَ بأرضِنا
يبغون ثأراً رانَ في الأحشاءِ
تلك المئاتُ من السنين تصَرَّمتْ
والحقدُ يملأُ أنفسَ الحقراءِ
يستكثرون على العراق حياتَهُ
حُرّاً كريماً ناعماً برخاءِ
.......
أبناءُ ( مُزدُكَ ) ناصبونا حقدَهم
فسَعوا لبَثِّ الكرُهِ والشحناءِ
زَجّوا باسم الدينِ من نصبوا لهم
فخّاً يشيعُ مشاعرَ البغضاءِ
فالطائفيةُ بعضُ ما جاءوا بهِ
من أجلِ تفريقٍ ونبذِ إخاءِ
وهُمُ أشاعوا عِبرَ أتباعٍ لهم
حِلَّ اغتصابِ لُقيمةَ الفقراءِ
لم يأنفوا من سطوهم بخديعةٍ
كسباً لسحت المالِ والإثراءِ
وفسادُ أخلاقِ الورى دأبٌ لهم
والسيرُ ضدَّ طبيعة الأشياءِ
-----
أمريكا يا بلد الفجور وقلعة ال ( م )
إرهابِ والمدنيّة الشوهاءِ
آلمتِ أحرار النفوسِ بفعلةٍ
فيها أبَحتِ الشرَّ دون حياءِ
دمَّرتِ أرضاً شعبُها متآلفٌ
يزهو بحملِ رسالةِ الصحراءِ
ورهنتِ موطننا لعاتٍ غادرٍ
جعلَ العراقَ ممزقَ الأشلاءِ
يا ( بوش ) عارُكَ لم يصل لحظيظهِ
أدنى الوحوشِ وأحقرُ الحقراءِ
اللهُ أكبرُ من لئيمٍ حاقدٍ
وغدٍ يحققُ نصرهُ بدمائي
اللهُ أكبرُ صوتُها ملأ الفضا
اللهُ أكبرُ يا جلال ندائي
سيهزُّ أجوازَ الفضاءِ هتافُنا
( اللهُ أكبرُ معشرَ الدخلاءِ )
-----
طب سيدي نفساً فإنك حاضرٌ
فينا ، نراك كما يرانا الرائي
ما زلت تُمخُرُ في عُبابِ حياتنا
يا مذهلَ العلماءِ والخبراءِ
فكأن شخصكَ مايزالُ موجّهاً
يحدوا الجموعَ إلى ذُرى العلياءِ
تأثيرُ فكرِكَ ماثلٌ بشريحةٍ
ما صادفَتكَ ولا انتشَت بلقاءِ
وهو الدليلُ على بقائِكَ بيننا
تحنو حنوَ أبٍ على أبناءِ
يا سيدي والموتُ حقٌّ عندنا
لسنا نُحاولُ دفعهُ برجاءِ
آن الترجّلُ بعد طول وقوفكم
ضدَّ الرياحِ الصُفرِ والأنواءِ
ما كان موتُ المرءِ يوماً خاتماً
لحميدِ ذكرٍ دام في الأحياءِ
سيظلُ ذكرُكَ في الأنام مُخلداً
ما أشرقت شمسٌ على البطحاءِ
وغداً سيجمعنا الإلهُ مُجدداً
في جنّةٍ فيها طويلُ بقاءِ
سيرة بطل
شعر : الأستاذ أبو وائل
في يومِ نعيِكَ يستجدُّ عزائي
وتزيدُ آلامي بهِ وشقائي
في يوم نعيك إدَّكرتُ مسيرةً
بَنّاءةً سلَكَتْ سبيلَ علاءِ
فتحوّلَ البلدُ الضعيفُ لرائدٍ
يَهِبُ الحياةَ منازلَ العلياءِ
قد فجَّرَ التأميمُ أحقادَ العِدا
فتفننوا في المكرِ والإيذاءِ
ولأجلِ ذا بدأَ التآمرُ باكراً
كيما نعودُ لحالةِ الجهلاءِ
فتعاونَ الهُجناءُ ضدَّ رسالةٍ
راياتُها شمخَتْ إلى الجوزاءِ
وتآمر المتآمرون وقصدُهُم
وقفَ المسيرةِ دونما إبطاءِ
.....
في يومِ نعِيكَ أستعيدُ معانياً
جَلَّتْ عن الأشباهِ والنظراءِ
أمثال وقفتِكَ التي أرهبت في ( م )
ها جوقة التُعساءِ والسُفهاءِ
يا داحِضاً حججَ الخصومِ بحِكمةٍ
مُتَرَفِّعاً عن مستوى الأعداءِ
أنتَ الذي حاكمتَهم وحَكَمتَهم
بصريحِ قولٍ ، ليس بالإيماءِ
فهُمُ الجُناةُ الخائنون بلادهم
وهمُ مثالُ الحيَّةِ الرَّقطاءِ
وهُمُ بما ارتكبوهُ في أوطانٍهم
قد أسسوا لإشاعةِ البغضاءِ
واجهتَهم بالحقِّ يدحضُ باطلاً
ورفضتَ منطِقَ زُمرةِ النُتَناءِ
وأَريتهُم خُلُقَ النبيلِ وقبلَهُ
غَرسَ الشجاعةِ في دمِ الأبناءِ
بتَقَحّمِ الأبناءِ ميدانَ الوغى
وكذا الحفيدُ بهمّةٍ ومضاءِ
( أُولاء تربيتي فهاتوا مثلَهم
إن كنتمُ حقّاً مِنَ الفُضلاءِ )
وأَنِفتَ أن ترضى بما طَلَبَ العِدا
وعددتَ ذلك موقفَ استخذاءِ
فلقد أبيتَ على الطغاةِ طلابَهم
وقفَ الكفاحِ نظيرَ طول البقاءِ
ولقد حملتَ على الذين تنمَّروا
بعد احتلالِ بلادنا الشماءِ
( ثوروا عليهم ) قلتَها متوقِّعاً
هذا المآلُ بنظرةِ العُقلاءِ
فالرفضُ في بدءٍ يكونُ مُيسَّراً
والعكسُ ، أمواتٌ وسفكُ دماءِ
إن المقاومةَ التي أنشأتَها
ستظلُّ تُقلقُ زمرةَ العملاءِ
ما فتَّ في عضدِ المقاومِ منهجٌ
لمنافق أو حاقدٍ ومرائي
مازال ديدنُنا الكفاحَ مسلَّحاً
فبهِ تكونُ نهايةُ الدُخلاءِ
----------
في يوم نعيِكَ أستعيدُ مواقفاً
كانت نموذجَ نفسِكَ العصماءِ
يوم ارتقيتَ منصَّة الإعدامِ
كالطودِ يشمخُ فوقَ كلَّ بلاءِ
يا واقفاً كالطودِ في يومِ اللقا
ذهَلَ العدوُّ لوقفةِ البُسلاءِ
ما كنتَ فيها غيَر صدامِ العُلا
يفدي العراقَ حياتهُ بسخاءِ
( أُرجوحةَ الأبطالِ أهلاً بالتي
تهبُ الشهيد الحيَّ طولَ ثناءِ )
قد قُلتها مُستهزئاً بزعيقهِم
تسمو على الأحقاءِ والأهواءِ