top of page
  • Writer's pictureجدريدة الفرسان

جماهير رام الله تحتفي

Updated: Jan 4, 2019

كلمة المناضل فيصل عرنكي


السيدات والسادة ..

سلا ٌم وتحية في ذكرى القائد الباقي صدام حسين ..

سلام العطاء والوفاء لسيد الرجال وقنطرة الوفاء والبطولة سلا ٌم على السيد الشهيد أبا عدي وأصحابه الميامين

تعجل في الرحيل ، إذ عاجلوه بالغدر والخيانة ، فسُجِّل في كتاب الشهداء ، وطواهم سجل السقوط والتردي المريب . تعجل في الغياب ليطل منه على وجودنا بقوة الحضور بما يليق بفارس ظل ممسكاً بغرة العنفوان والشموخ ليصعد إلى سدرة البهاء والتجلي راية عالية باهية لا تصدأ أو تهتز . فأثبت في مستنقع الموت ِرجلَهُ وقال لها : من تحت أخمصك الحشر فالسلام عليك يا أبا عدي في الأولين والآخرين ، صدقت وصحبك الميامين الوعد والعهد بما هو جدير بالرجال السند ، الذين إذا انتدبوا للكريهة واحدهم ببلد .. السلام عليك وأنت تؤسس مدرسة العناد والمنازلة في تجلياتها الكبرى ، مؤكداً أن العراق الذي حملت وصاياه ، والأمة التي امتدت في روحك ، وفلسطين التي تجسدت في كلماتك سيرة ومسيرة ، كل ذلك هو جوهر امتدادك في الزمان وفي المكان وقوة الأشياء فينا . نقف اليوم نرفع مقام التذ ُّكر وأنت الشهيد الشاهد الذي داس الموت بنظرته الساخرة ، كما السيد المسيح الذي داس موته بثبات وإيمان العارف ، ولكل منهما سياق يخصه من الصبر والرفض في زمن التخاذل والتابعين .. حقاً ، إنه لموقف جلل الذي وقفت ، فحدقت في الموت هازئاً معلناً انتصار الإرادة على الإبادة والمحو .. مؤكداً أن وجهك البدر فضح غموضهم المعتم وأقنعتهم الشوهاء ، فارتج المدى ، وثبت في لحظة الصفر الزمان بما يحفظ لك الموقف النادر أيها المفرد بصيغة الجمع والنادر الأكيد والمهيب المجيد . وظلت فلسطين تتر ّدد في آخر الكلام ، التي تمتد في أمتها على لسانك بطولات راسخة وعناداً مقدساً . وها نحن اليوم نرفع قنطرة الوفاء مرددين فضائلك الباقية بقاء دجلة والفرات وجبال فلسطين . الوفاء الذي أرسيت قواعده العاليات بما أنت أهله ، أيها الحاضر باكتمال آثارك التي تمحى ولا تغيب .. لا وقت للبكاء أيها الجسور المهاب في الحضور وفي الغياب ، لا وقت للحزن يا أبا عدي .. فهامتك الشامخة ، وكفك البيرق ستظل ضوءاً عابراً نحو الحرية والاستقلال حتى يعود العراق إلى أوله عافية وعنفواناً .. وتعود الأمة إلى حقها وحقيقتها ، وتعود فلسطين لأهلها الطيبين كما حلمت وعملت وأسست . لك المجد أيها الباقي .. لك الوفاء عالياً كنخيل العراق ، لك أغصان الغار ولقاتليك العار ، كل العار . والسلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تصعد نحو مرقى البهاء والبقاء الأبدي . فمثلك لا يُنسى ولا يغيب ، وستظل شمسك المهيمنة تسطع لكل الأحرار حتى يكون وقت الحرية المشهود .. قل : متى هو ؟ قل : عسى أن يكون قريباً .

إلى روحك الرحمة ما بقي الليل والنهار يا سيد الشهداء .. وفارس الزمان الأخير .

ونبقى نحبّك مع كل رفة قلب .


3 views0 comments
bottom of page