بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية
تحل علينا هذه الأيام مناسبة مولد عيسى ، عليه السلام ، والسنة الميلادية الجديدة ، وشعبنا العراقي وأمّتنا العربية مازالا يعانيان من الكوارث التي كادت تقضي على السلام والأمن والمحبة ، وهي من أبرز مبادئ دعوة السيد المسيح عيسى ، وزرع بدلها العنف والإرهاب والأحقاد وسفك الدماء التي شملت حتى الناس وهم يعبدون الله في دوره ، مسلمين ومسيحيين وغيرهم ، فأصبح حري بنا وأكثر مما مضى أن نذكّر بتعاليم الرسل وفي مقدمتهم السيد المسيح والنبي محمد ( ص ) والتي كانت رسائل خير لإنقاذ البشرية ، فجاهدوا من أجل المحبة والسلام والتآخي والتسامح .
إن العنف والاعتداء على الناس بسبب إيمانهم ومعتقداتهم لا يصلح لبني البشر الذين خلقهم الله أحراراً ليعيشوا أحراراً آمنين ، ولا هما الأسلوب الذي يحل المشاكل ، لأن السلام يتطلب مراعاة حقوق كافة البشر واحترامها وعدم التجاوز عليها تحت أي ذريعة .
قال الله سبحانه وتعالى { ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ } مذكراً بأن من شكك بعيسى بن مريم ودعوته كان مصيره الخذلان وانتصر المسيح بصدقه وإيمانه كما انتصر محمد ( ص ) على المشككين من قريش ، وكذلك حالنا الآن ، فالذين يشككون بصدق دعوات الإصلاح والتغيير على كثرتهم سيكون مصيرهم مثل الذين شككوا بالسيد المسيح ، عليه السلام ، فلا محبة ولا أمن ولا استقرار بدون التغيير في العراق وغيره مادام الظلم لا يفضي إلا إلى المزيد من الخراب والموت والظلم .
واغتنم هذه المناسبة لأُقدم تهانيي القلبية لأخواني المسيحيين في العراق والوطن العربي والعالم متمنيا لهم ولكل العراقيين والعرب ولكل الإنسانية السلام والاستقرار وزوال المظالم ونيل كافة حقوقهم المشروعة ، إنه سميع مجيب .
عزة إبراهيم
الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي
والقائد الأعلى للجهاد والتحرير