top of page
  • Writer's pictureجدريدة الفرسان

القائد المجاهد ، عزّة إبراهيم

أمين عام حزب البعث العربي الاشتراكي


هو عزة بن إبراهيم بن خليل بن رحيم بن أمين الحربي الحسيني .

ولد في قضاء الدور التابعة إلى محافظة صلاح الدين في اليوم الأول من شهر تموز لعام 1942 ولعائلة معروفة الالتزام بالدِين والزهد وأنهم من مشايخ القضاء .

أكمل دراسته الابتدائية في قضاء الدور ، ثم انتقل لدراسة الإعدادية في سامراء وأكملها في إعدادية الأعظمية في بغداد .

انتمى إلى صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي في تموز / يوليو من عام 1958 ، حيث عرف بنشاطه السياسي الهميم في الحزب مع بداية ارتباطه بالحزب ، حيث وفي عام 1963 تم تصعيده إلى درجة عضو شعبة ، وذلك لدوره النضالي السامي في نشاط حزب البعث العربي الاشتراكي السري آنذاك ، ثم تم انتخابه عضواً لقيادة قطر العراق للحزب قبل ثورة السابع عشر – الثلاثين من تموز المجيدة .

تعرض الرفيق القائد إلى حملات ملاحقة واعتقالات من قبل جلاوزة النظام العارفي وكانت أطول مدة اعتقال تعرض لها القائد المجاهد في الخامس من أيلول لعام 1963 واستمرت لمدة سنتين حيث أطلق سراحه في عام 1967.


في عام 1963 اعتقل القائد المجاهد سياسياً على خلفية نشاطه السياسي الفعّال مع رفاقه في صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي ، ومعلوم أن البعثيين في زمن الحكم العارفي وبعد عروس الثورات ، في الثامن شباط لعام 1963 ، وتحديداً بعد الردة التشرينية فقد تم ملاحقتهم والتضييق عليهم ، ولم ينقطع تواصله مع قيادة الحزب أثناء اعتقاله ، وقد عُرف بصبره وثباته وتحديه لكل محاولات النظام العارفي في ثنيه عن معتقده البعثي الذي كان جُلَّ وقته يقضيه في نضاله التنظيمي من أجل إعلاء صوت الحق المتمثل بالبعث العظيم .

أطلق سراحه في عام 1967 ليلتحق بقيادة الحزب في التخطيط لثورتهم القادمة ، وهو ما تحقق لهم في ثورتهم البيضاء يوم السابع عشر من تموز لعام 1968 ، حيث كان في الدبابة الثانية التي دخلت القصر الجمهوري في إنجاز ثوري يُسجل للأب القائد ، أحمد حسن البكر ، وللقائد الشهيد ، صدام حسين المجيد ، ولقائدنا المجاهد ، عزة إبراهيم ، وللرفاق الشهداء عدنان خير الله وسعدون غيدان وغيرهم من الرفاق الأبرار .


حفلت حياة القائد المجاهد ، عزّة إبراهيم بالكثير من المواقف والمهام الثورية والوطنية والقومية في الفترة ما بين عام 1968 وعام 1979 ، حيث ترأس اللجنة العليا للعمل الشعبي ونجح في استنهاض همّة الشعب في البناء والزراعة والصناعة .

في أواخر عام 1968 انتخب عضواً في مجلس قيادة الثورة . وفي عام 1969 تم تعينه وزيراً للزراعة والاصلاح الزراعي ، ويشهد له العراقييون ما حققه الرفيق القائد في تنشيط الزراعة في العراق ، ففي خلال عامين تمكن من تحقيق اكتفاء زراعي غذائي بنسبة 90 بالمائة عما كان قبل ثورة تموز المجيدة حيث كان العراق يستورد المحاصيل الزراعية من البلدان المجاورة وبنسبة تتجاوز الـ 60 بالمائة من حاجة العراق .

في عام 1972 تم إعادة انتخابه عضواً في قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي .

وفي الرابع عشر من تشرين الأول / نوفمبر لعام 1974 تم تعينه وزيراً للداخلية ، فكان كما عودنا في قدرته على إدارة الجانب الأمني في البلاد بأعلى درجات الهمّة والمتابعة وفرض النظام والقانون وحمايتهما ، وقد أشرف بشكل مباشر على تأهيل وتخريج كوادر الشرطة والأمن الداخلي من ضباط ومراتب ووفقاً للأساليب العلمية المتطورة والأهلية العالية للقيام بالواجبات .

وفي تموز / يوليو من عام 1979 ، انتخب نائباً لرئيس مجلس قيادة الثورة .

لقد كان للرفيق القائد المجاهد في هذه الحقبة الزمنية الأثر الواضح في تهيئة العناصر القيادية على المستوى الإداري الوزاري وعلى المستوى الحزبي ، فكان يشرف بنفسه على دورات التطوير والتثقيف الحزبي المؤهلة لتصعيد الكادر الحزبي للدرجات القيادية ، ومن عمل مع الرفيق القائد على مستوى الحزب يشهد له بسمو قدرته في القيادة الحزبية وحسن تعامله مع جماهير الشعب ورفع الحيف عنهم .

وفي هذه الفترة من تأريخ العراق العظيم ، كان للقائد المجاهد الدور الفاعل إنجاح حملة محو الأميّة وكذلك دوره المتقدم في التفاوض مع الأكراد قُبيل صدور قانون بيان الحادي عشر من آذار لعام 1970 وقانون الحكم الذاتي في الحادي عشر من آذار لعام 1974 ، وبذلك تمكنت القيادة السياسية من طي صفحة التمرد الكردي في شمال العراق والذي استمر لأكثر من أربعين سنة .

وكان للقائد المجاهد الحضور الفاعل في إنجاح الخطة الانفجارية الخمسية التنموية التي بدأت في 1976 .


تميزت هذه الفترة من حياة العراقيين عموماً وحزب البعث العربي الاشتراكي خصوصاً بالعلو في الجانب التعبوي حيث وحرب الثمان سنوات التي وقف فيها الحزب مع أبناء شعبنا العراقي العظيم في التصدي لأطماع إيران الصفوية المجوسية وإعلان أهدافها في تصدير ( الثورة ) المشبوهة بالفعل العسكري والذي دفع بإيران إلى شن هجومها على القرى والمخافر الحدودية العراقية وتجاوز طائراتها الحربية حرمة الأجواء العراقية ، حيث باشر العراق في الرد الاعتباري بتأريخ الرابع من أيلول لعام 1980 لدفع الأذى عن أرض العراق وشعبه تتوج بالإعلان الرسمي لبدء الفعاليات العسكرية في مجابهة القوة العسكرية الإيرانية في الثاني والعشرين من أيلول للعام نفسه .

في هذه الفترة كان القائد المجاهد عزّة إبراهيم هميم في متابعة الجوانب التعبوية ومن خلال تنظيمات حزب البعث العربي الاشتراكي وإشرافه على التقدم بمستويات العمل الحزبي وسلامة الأداء الإداري في مؤسسات الدولة في ظروف حرب الثمان سنوات .

وبعد انتهاء حربنا الدفاعية ضد إيران الصفوية والتي تكللت بالنصر العظيم باشر القائد المجاهد بصحبة رفيق دربه القائد الشهيد ، صدام حسين المجيد ، في دراسة المشاكل التي تعمد بها النظام الكويتي والذي كان يهدف الاقتصاد العراقي ، فكان حضوره فعّالاً في المفاوضات الجارية آنذاك وكان آخرها الاجتماع الذي عقد في المملكة العربية السعودية يوم 31 تموز من عام 1990 والذي أفسده الجانب الكويتي بتعمد استفزاز الوفد العراقي بكلام لا يليق بمن يدعي العروبة وقيمها ، فما كان من العراق إلا العودة إلى مقولة القائد الشهيد ، صدام حسين المجيد " قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق " ، وحصل الذي حصل وما تلا يوم الثاني من آب لسنة 1990 .


إنها وبعد التصدي للهجمة الأمريكية ومعها أكثر من ثلاثين دولة وحيث أجبرت على الانسحاب من الأراضي العراقية ، دخل العراق في منعطف خطير ومهم ، حيث الحصار الجائر الذي فرض على العراق في عام 1990 واستمرار حكام الكويت في الإيغال على تحقيق الضرر بشعب العراق الأبي المجاهد الصابر ، ولأن هذا الحال يحتاج إلى سمو روحي في المجتمع ، ذلك لإعلاء الهمم في تعمير ما دمره الأشرار من جهة ، ومجابهة الحصار الظالم من جهة أخرى ، فانتفض العراقييون في تعمير بلدهم يداً بيد مع قيادتهم السياسية المجاهدة ، وقد أعلن الرفيق القائد الشهيد ، صدام حسين المجيد ، عن الحملة الإيمانية الكبرى ، وكان القائد المجاهد عزّة إبراهيم له الدور المتقدم في الإشراف على هذه الحملة وإشرافه المباشر على تأهيل وتخريج علماء متفقهون يأخذون على عاتقهم مهمة التوجيه والتوعية بين الجماهير في مقومات الصمود والتحدي باتجاه البناء والتقدم وتحدي الصعاب ثم كسر الحصار المفروض على العراق ، فتحقق للعراقيين ذلك مما أثار حفيظة الأمريكان ومن لف لفها ، فاتجه إعداء العراق إلى التخطيط على غزو واحتلال العراق وبحجج وأكاذيب ملفقة حققت لهم ذلك في نيسان لسنة 2003 .

لقد مر العراق بمؤامرة أمريكية – إيرانية بعد انسحاب الجيش العراقي من الكويت تمثلت بصفحة الغدر والخيانة والتي نفذتها إيران وعملاؤها في العراق وبغطاء جوي أمريكي تمثلت بالتعرض لقطعاتنا العسكرية المنسحبة وتخريب البُنى التحتية في عدد من المحافظات العراقية ، وتم التصدي لهذه المؤامرة وبحضور ميداني للرفيق القائد المجاهد عزّة إبراهيم وإخمادها وتصفية العناصر الإيرانية التي تسربت إلى مدننا العراقية والخونة المتعاونين معهم ، وبعدها وبمرسوم جمهوري مُنح القائد المجاهد رتبة فريق أول أتبعها باجتيازه لدورة الأركان وحصوله على شارة الركن مع رتبته العسكرية .

تمثلت هذه الفترة بحضور الرفيق القائد في المؤتمرات والاجتماعات على المستوى العربي وفعله المتقدم في رأب الصدع العربي – العربي وتكلل ذلك الجهد بالمصالحة التي تمت في مؤتمر القمة العربي الذي انعقد في المملكة العربية السعودية بتأريخ 28 آذار من عام 2002 بين الرفيق القائد المجاهد الذي كان يترأس وفد العراق  والأمير ( الملك فيما بعد ) عبد الله ولي العهد ( العاهل ) السعودي .

وفي مؤتمر القمة الإسلامية التي انعقدت في قطر بتأريخ 12 تشرين الثاني لعام 2000 ، انبرى القائد المجاهد في التصدي والرد على كلمة حاكم الكويت فتمكن من لجمه وعلى الملأ حيث أبلى بلاءً حسناً في الدفاع عن العراق العظيم وشعبه المجاهد الصابر .

وفي أثناء الغزو الأمريكي للعراق في 2003 ، قاد الرفيق القائد المجاهد العمليات العسكرية والجهد المقاوم للمنطقة الشمالية فكان بحق وتحقيق رجل المهمات الصعبة وقائد الجمع الجهادي المقاوم .

بعد احتلال العراق في نيسان لسنة 2003 ، استمر الرفيق القائد ، عزّة إبراهيم  في قيادة جانباً من فعاليات المقاومة العراقية صحبة رفيق دربه القائد الشهيد ، صدام حسين المجيد ، وكان للقائد المجاهد دوره البارز في تشكيل وتجميع فصائل المقاومة العراقية في إطار جبهة الجهاد والتحرير وإلى يومنا هذا وفعلهم وجهادهم في سبيل الله من أجل تحرير العراق وكامل تراب الأمّة قائم ومتقدم .


بعد استشهاد الرفيق القائد ، صدام حسين المجيد في 30 كانون الأول من عام 2006 بايعت جماهير حزب البعث العربي الاشتراكي في عموم الوطن العربي ، ومعها الوطنيين الغيارى في الأمّة العربية ، الرفيق القائد عزّة إبراهيم كقائد عام للقوات المسلحة المجاهدة ورئيساً شرعياً للعراق العظيم .

في هذه الفترة وبتوجيه مباشر من القائد المجاهد عزّة إبراهيم ، القائد الأعلى للجهاد والتحرير ، نشطت قيادتنا السياسية المجاهدة سياسياً وعسكرياً ، فعلى الصعيد السياسي عقدت المؤتمرات التي حرصت على جمع العراقيين الوطنيين والهدف المشترك في تحرير العراق من براثن الاحتلال وعملاؤه ، وكان أهمها هو تفعيل نشاط الجبهة الوطنية العراقية ( الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية في مسماها السابق ) وتأسيس المجلس السياسي لثوار العراق ، وتفعيل دور منظمة المغتربين العراقيين الدولية ، وتأسيس اللجنة الإعلامية المركزية لثوار العراق ، وقد تقدمت هذه التشكيلات بفعلها السياسي المتمكن على الصعيد القومي والدولي في إبراز الحق المشروع في المقاومة لتحرير العراق وإنهاء معاناة العراقيين ومعالجة كل ما خلفه احتلال العراق وحكومته العميلة من تدمير وتخريب في عراقنا العظيم .

وعلى الصعيد العسكري ، فقد أشرف القائد الهمام على تأسيس المجالس العسكرية ونشاط الجهد المقاوم العسكري ، حيث نشطت فعاليات الفصائل المقاومة والمنضوية في جبهة الجهاد والتحرير والذي كان جيش رجال الطريقة النقشبندية هو الأبرز في ساحات الجهاد ومقاومة المحتل وأذنابه حتى تحقق النصر في إجبار القوات الأمريكية على الانسحاب من العراق مع نهاية عام 2011 .

وفي هذه الفترة أيضاً ، حرص القائد المجاهد على توجيه رسائل صوتية ومرئية من خلال خطاباته المستمرة إلى العالم الإنساني والعالم العربي عموماً وإلى العراقيين ورفاق البعث خصوصاً يدعوهم فيها إلى العمل من أجل تحرير العراق والثبات على القيم والمبادئ والفعل الجهادي .

لقد تعرضت حياة الحزب في هذه الفترة إلى جملة من الارتدادات وعلى المستوى القيادي تمكن القائد المجاهد عزّة إبراهيم من ردعها وحسمها انتهاءً لتبقى مسيرة البعث العظيم نقية من كل ما يشوبها وهو حال البعث الخالد ونقاوته في مسيرته الكفاحية منذ اليوم الأول لتأسيسه في 7 نيسان 1947 ، وكذلك ، فقد تعرض الحزب إلى جملة من التهديدات ومحاولات الاختراق الخاسئة تمكنت قيادتنا السياسية المجاهدة وقائدنا المجاهد ومعهم رفاق البعث العظيم من التصدي لها وإفشال خطط الأعداء في النيل من وحدة الصف الوطني عموماً ووحدة الصف الحزبي خصوصاً ، ولا يفوتنا أن نذكر جهده المباشر في تثبيت وتقوية العمل الحزبي على مستوى تنظيمات داخل وخارج القطر وكسر قانون اجتثاث البعث الذي أصدره الاحتلال وحكومته العميلة المأجورة .


16 views0 comments
bottom of page