top of page
  • Writer's pictureAl Mujahid

الأستاذ عبد المنعم الملا - التحرك الأمريكي الأخير ، احتلال بلبوس جديد

أمين عام مؤتمر المغتربين العراقيين


عبد المنعم الملا


التحرك الأمريكي الأخير ، احتلال بلبوس جديد ، وكالعادة لإيران دورها فيه كما 2003


تعالت ورحبت أصوات كثيرة بالانتشار الأمريكي الأخير في العراق في بغداد تحديداً ، ظناً منهم أن الأميركان يريدون تصحيح أخطائهم في العراق وإعادة ترتيب أوراق العملية السياسية التي فرضتها عنوة دعماً لمشروعها التدميري في العراق بعد احتلاله ، حيث استطاعت الإدارة الأمريكية اللعب على الوتر الذي يتحسس من نغمته العراقيين والعرب وهو الوتر الإيراني الذي لم يكن ليكون له هذ الدور في العراق والمنطقة كلها لولا أميركا ودعمها .

فقبل عقدِ ونيف اعترفت إيران أنه لولا وقوفها إلى جانب أمريكا لما استطاعت احتلال كابل وبغداد ، وبالأمس القريب كانت أمريكا تقاتل إلى جانب إيران ما يسمونه بالحرب على الإرهاب واستطاع كل من أمريكا وإيران تنفيذ أجزاء مهمة من مخططاتهم التدميرية في العراق وعلى رأسها تدمير المدن العراقية وتهجير أهلها وتشريدهم بعد دعشنتهم و تدمير منازلهم .

اليوم عادت أمريكا لإعادة احتلال العراق مرة أُخرى متوهمة أن العراقيين سيرحبون بها بعدما رمتهم في جحيم إيران وميليشياتها ، خمس عشرة سنة عجاف ، وعانوا ومازالوا يعانون من القتل والتهجير والتدمير . ولربما عبر بعض العراقيين عن فرحتهم بهذا التحرك المريب من قبل الجانب الأمريكي ، وفسروه على أنه أُولى مراحل التخلص من النفوذ الإيراني القذر في العراق ، لكن الحقيقة التي لا مناص من نكرانها ، هي ، أن نتذكر من أطلق يد إيران في العراق ودعمها ولازال يدعمها من تحت الطاولة وأحياناً من فوقها ، فالأمر الفعلي اليوم في العراق هي إيران ، كذلك الحصار الذي فرضته أمريكا عليها والذي يعتبر خير دليل ما نقول ، مقارنة مع الحصار على العراق 1991 وحتى عام احتلاله .

ترامب ومذ قبل الانتخابات وهو يهدد بضرب إيران وتحجيمها ، لكنه ذهب باتجاه العرب وابتدء بحلبهم ولازال ، ولم يجرؤ على فعل أي شي مع إيران خلال تلك الفترة ، واليوم مضى على وجوده رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية أكثر من سنتين ، ولم ينفذ ما وعد بالقيام به ضد إيران إلا بما يحفظ بعضٍ من ماء الوجه ، مقابل تمدد إيران أكثر وأكثر في المنطقة وسيطرتها بالكامل على العراق من خلال أذنابها الذين تدعمهم اليوم أمريكا كما دعمتهم من قبل . 

خلاصة القول ، أمريكا لن تفرط بالدجاجة الحقيرة المريضة من الداخل ، والتي تُجبر باقي الدجاجات المنطقة على وضع البيض الذهبي في سلة أمريكا وإسرائيل معها ، فالاستراتيجية الأمريكية اليوم قائمة على مبدأ الربح والخسارة يوازيها استراتيجيتان ، إسرائيلية قديمة جديدة لتفتيت دول المنطقة كلها تمهيداً لتمدد الكيان الصهيوني وتحقيق حلمه ، من البحر إلى النهر أو من النيل الفرات ، واستراتيجية إيرانية توسعية عنصرية الغاية منها السيطرة على المنطقة وخصوصاً العراق بالتوافق مع أمريكا وإسرائيل والعودة للعب شرطي الخليج .

وإذا ما تأنينا قليلاً وحللنا التحركات الأمريكية الأخيرة نجد أنها جميعا مصوبة سهامها نحو إيران وميليشياتها ، وهذا أمر بديهي سمعنا عنه كثيراً ، لكنها ( أمريكا ) في نفس الوقت تكرس وتعزز وجودها العسكري باحتلال مبطن بحجة مواجهة إيران ( لعبة جديدة ) في العراق ، وهذا يعني أن أمريكا قد قررت إعادة احتلالها للعراق من خلال التظاهر بالوقوف بوجه المشروع الإيراني الخبيث في المنطقة والعراق ، أي إعادة استخدام إيران لاحتلال العراق مرة أُخرى كما استخدمتها في احتلال العراق 2003 وعلى لسان الإيرانيين نفسهم ، والنتيجة ستكون نفسها مابين 2003 و 2018 بالنسبة للعراقيين .

وعلى أمريكا أن تضع في حساباتها القريبة والمستقبلية قاعدة ثابتة لا يختلف عليها اثنان في الصف الوطني العراقي ، أن المقاومة العراقية الأبية التي أجبرت أمريكا على إعلان الانسحاب ( الهزيمة بمعناً آخر ) من العراق في 2009 ستعطى قليلاً ، قليلاً جداً من الوقت فقط للتأكد تماماً من النية الأمريكية المبيتة الخبيثة ، رغم يقينها منها ، ثم كشفها لمن توهم بها وانساق وراءها ، بعدها ستواجه أمريكا أسوء ما واجهته قبل 2009 ، ولكن هذه المرة ستكون حرباً مفتوحة لا هوادة فيها يسُتهدف فيها إضافة إلى قوات الاحتلال الأمريكية ، إيران وعملائها وأذنابها فيما تسمى بالحكومة العراقية .

فالمقاومة العراقية بكافة فصائلها الوطنية خير من يستطيع قراءة المشهد اليوم رغم كل ما تعرضت له من قبل أمريكا وإيران وإسرائيل ، وباتت اليوم أقوى من أي وقت مضى وبانتظار ساعة المنازلة الكبرى التي ستطيح بكل المشاريع الخبيثة التي أتت على العراق أرضاً وشعباً باذن الله .

وما النصر إلا صبر ساعة


عبد المنعم الملا لندن كانون الثاني 2019

9 views0 comments
أكثر من مائة شهيد أغلبهم من النساء والأطفال في حادث غرق العبارة السياحية في جزيرة أم الربيعين بالموصل  
bottom of page