top of page
  • Writer's pictureAl Mujahid

الوليد خالد - المعركة ليست معركتنا

سياسي بعثي عراقي


قاتلنا إيران فأبلينا البلاء الحسن ! ، ثم قاتلنا تحالفاً دوليا ًوقاومناه وكذلك أبلينا البلاء الحسن الذي يذكره التاريخ ! ، وللتاريخ أيضاً نقول لن نقاتل في معركة ليست معركتنا ! لأننا أساساً لا نحكم العراق اليوم كي نقاتل بالوكالة عن إيران ونغولها ! ، إيران التي هيمنت واستقوت بعد أن دفعنا ثمن ذلك دماء ومدن مدمرة ! .

القضية هنا ليست قضية دفاع عن الأرض ، لأننا أساساً لا نمتلك هذه الأرض ! ، ومن يتفاجأ بهذا الكلام فهو في واد آخر ! ، لأننا اتخذنا قرار المقاومة ضد دولة احتلتنا وسلبت منا أرضنا ، وهذا حق مشروع دينياً ووطنياً ، وعندما أعلنت انسحابها لم نستطع استعادة أرضنا لأن إيران استطاعت وبكل خبث ولؤم أن تجهض المقاومة بأساليب شيطانية لم نتمكن من الوقوف بوجهها ! ، وأرجو أيضاَ أن نعي هذه الحقيقة ولا نلتف حولها ! .

اليوم هناك شيء ما على الأرض ! ، على الأقل هناك مراكز دراسات استراتيجية وتحليلات حقيقية تتوقع معركة قادمة على أرض العراق ! ، ونكرر المسلوبة منا ! ، وأن هناك أطراف دولية تتحضر لما لا يمكن التكهن فيه ، معركة دولية قاسية ، أو يفترض هذا، فما المطلوب منا ؟ .

الحقيقة وبعد معاركنا المشرفة خرجنا من هذه المعادلة دون شبر واحد نقف عليه ! ، وهذه ليست خسارة إذا ما قورنت بحجم الاستهداف الضخم ، بل هو شرف وكرامة ، ومن الذكاء أن نترك صِدامَ المتصارعين ليصل مداه ! ، ونكرر طبقاً لتوقعات سياسية ودولية مطروحة اليوم على الطاولة وليس مجرد تكهنات ، حتى ولو كانت مصداقيتها تمثل 30% ! .

من المؤلم أن نسمع عن مواجهة الأمريكان دفاعاً عن إيران ! ، فإيران ليست مسلمة ! ، وليس جار يستحق الاحترام ، بل مجرم يستحق العقاب ، ونحن لا نحترم الجلاد ولا نحترم المجلود ! ، لكن معركتهم " المفترضة " تأتي في صالحنا ! ، وليس لنا علاقة بفرضيات عدم وقوعها ، لأن عدم وقوعها لا يفيد ولا يضر ، انما وقوعها يفيدنا جداً ، وعلينا الأخذ باحتمالاتها .

إيران تريد نقل الصراع إلى ساحة العراق ، وأي إطلاقة ضد القوات الأمريكية ستسقط في صالح إيران ! ، ونكرر ، الأرض محتلة من الأساس ، وتتحكم بها عملية سياسية منبطحة بالكامل لإيران ، وأهل الأرض إما تحت الأرض أو في السجون والمخيمات أو في دول المهجر ، فعن أي مقاومة نتحدث ؟ ، والسؤال الأخطر ، هل استطعنا مقاومة إيران في العراق في السنين الماضية كي نقوم اليوم بمقاومة أمريكا لصالح إيران ؟ .

هذا الرد ضد كل من يريد الضحك على ذقوننا بالترويج لمقاومة الأمريكان وهو لن يحصل ! ، فوجود الأمريكان على أرض العراق لم يغير من الواقع العراقي المحتل أساساً ! ، لكنه سيكون بالضد من نغول إيران ، فإذا أخطئنا القراءة فلن نخسر شيئاً طالما الاحتلال واقع منذ 16 عام ، لكن إذا لم نخطئ القراءة فلنفكر في مرحلة ما بعد الصراع وليس قبله ! ، بل وندعو الله أن لا نكون حطب معركة بسبب رعونة أمريكا وخبث إيران ! .

فلتُخرج أمريكا إيران من العراق ، حينها سيكون النزال منطقياً ، ند لند ، أهل الأرض مع المحتل ، كما أول مرة ، فالقضية ليست مجرد انتحار بالوقوف بين طرفي الصراع ! ، بل علينا أن ندرك أين نقف ! ، وأن نتحاشى الدخول بمعركة ليست معركتنا ! ، بل هي معركة دولية ، فإذا كان بإمكاننا استغلالها لصالحنا فلندخلها ! ، وإذا لا نتقن أدواتها فلنتركهم يتقاتلون ! .

14 views0 comments
أكثر من مائة شهيد أغلبهم من النساء والأطفال في حادث غرق العبارة السياحية في جزيرة أم الربيعين بالموصل  
bottom of page