الأستاذ عبد المنعم الملا - شيطنة المقاومة العراقية استراتيجية الاحتلال المستمرة
- Al Mujahid
- Feb 13, 2019
- 4 min read
أمين عام منظمة المغتربين العراقيين

شيطنة المقاومة العراقية
استراتيجية الاحتلال المستمرة
- عبد المنعم الملا -
إنطلقت عمليات المقاومة العراقية منذ اليوم الأول لاحتلال العراق ، ولم تقتصر على فئة أو جهة عراقية معينة ، إنما كانت تجمع كافة الفئات الوطنية العراقية الغيورة على الوطن ، ولا ننسى مشاركة الأبطال من الفدائيين العرب الذين وصلوا قبل الاحتلال وقاتلوا بعده فمنهم من قضى واستشهد ومنهم من رجع إلى وطنه ، ولايزال قسماً منهم على تواصل مع الصف الوطني العراقي في الداخل والخارج .
ومنذ أن انبثقت المقاومة العراقية وقوى الاحتلال وأذنابه تعمل على تشويه صورة المقاومة العراقية بكافة فصائلها سالكة شتى الطرق والحيل بالتعاون مع أزلام وأحزاب الحكومة العميلة .
وكانت أُولى بوادر استخدام هذه الاستراتيجية الخبيثة هو فتح الحدود للمجاميع الإسلامية وعلى رأسها القاعدة والمقاتلين العرب الذين كانوا يقاتلون في أفغانستان مع القاعدة ، ومن ثم أُدخل أبو مصعب الزرقاوي من شمال العراق عن طريق إيران وقاد مجموعة كتائب التوحيد والجهاد ولاحقاً قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين ، ومجلس شورى المجاهدين في العراق ، ولما تأكد الأمريكان والإيرانيين أن الزرقاوي ومجموعته كشفوا من قبل المقاومة العراقية ولم يعد لوجوده جدوى تخلصوا منه مباشرة .
بعد فشل خطة إدخال الزرقاوي ومقتله لاحقاً وكشف غالبية من عملوا معه ، أُودع قسماً منهم السجن لاستخدامهم في وقت لاحق أمثال شاكر وهيب وإبراهيم عواد البدري ( أبو بكر البغدادي ) وآخرين كُثر ، ثم عمدوا الأمريكان إلى تشكيل مجالس الصحوات ، ( 186 مجلساً ) ، بدفع وتأييد من سياسيي السنة وتحديداً الحزب الإسلامي عبر جناحيه حماس العراق وجماعة الفقه والإرشاد ، وبزعامة عبد الستار أبو ريشة ومجموعته التي تضم أخوة أبو ريشة وحميد الهايس ، والتي شُكلت من أجل أن تكون كلاب حماية للأمريكان ضد ضربات المقاومة العراقية اليومية .
لاحقاً وبعد أن رمى الأمريكان بالصحوات في مزابل قواعدهم التي كانوا يتحصنون فيها ، تبين أن جميع قيادي الصحوات ارتموا بالحض الإيراني وقدموا فروض الطاعة والولاء للولي السفيه في طهران ، مقابل منافع مادية ونفوذ مدعوم من قبل الحكومة العملية في بغداد والتي استهدفت بعض اعضاء مجالس الصحوات واستطاعت التخلص من العديد قيادييهم المحليين أمثال ملا ناظم الجبوري وآخرين اعتقلوا ولم يفرج عنهم حتى اليوم ، وأصبحوا أداة من أدوات إيران رسمياً عندما انخرطوا مع ميليشيا الحشد الطائفي المُشكل بفتوى السيستاني 2014 والمسيطر عليه بالكامل من قبل الإرهابي قااسم سليماني قائد فيلق القدس الإرهابي .
استنفذ الأمريكان كافة الحيل والمكائد للإيقاع بالمقاومة العراقية وتشويه صورتها بالتعاون مباشرة مع أحزاب وعملاء مشاركين في العملية السياسية إضافة إلى تعاون بعض الدول العربية والغربية إعلامياً ومخابراتياً ، شرعت إلى إعلان انسحابها من العراق ( الهزيمة بالمعنى العسكري ) ، لكثرة الضربات الصاروخية القوية التي كانت تتلقاها كل يوم على قواعدها وفشل مجالس الصحوات في الدفاع عنهم وصد تلك الضربات وهذا ما اعترفت به صحيفة الواشنطن تايمز في آب 2009 .
على الصعيد السياسي في عراق مابعد 2003 فإنه مما لا شك فيه أن إيران هي المستفيد الأكبر من وراء احتلال العراق ، والملاحظ من تحركات قوات الاحتلال الأمريكي في العراق منذ 2003 وحتى يومنا هذا ، أنه في جميع المحاولات التي اعتمدها الاحتلال من أجل التخلص من ضغط ضربات المقاومة العراقية لقواعده وقواته ، كانت إيران الداعم والمستفيد الوحيد ايضاً من وراء تلك المحاولات ، فمثلاً إدخال ميليشيا القاعدة بزعامة أبو مصعب الزرقاوي إلى العراق بواسطة جماعة أنصار الإسلام الكردية بزعامة ملا كريكار كان من شمال العراق قادماً من إيران ، وعن طريقه استطاعت إيران زرع شياطينها من المخابرات الإيرانية في العديد من التنظيمات الإسلامية المرتبطة بالقاعدة ، ويُعد " علي غلام خسروي " أول ضابط إيراني يقتل لها في منطقة الضلوعية في 2007 والذي كان سبباً للتخلص من العديد أعضاء التنظيم من العراقيين ممن اكتشفوا الأمر ومن بينهم " ملا ناظم الجبوري " الذي قتل في بغداد .
لم تقتصر مكافئة الزرقاوي لإيران على زرع ضباط المخابرات الإيرانية في التنظيمات المرتبطة به فقط ، حيث قام بحيلة خبيثة نتج عنها إطلاق سراح القنصل الإيراني فريدون جهاني 2004 في بغداد بعد أن تم أسره في كمين محكم من قبل أحد فصائل المقاومة العراقية المهمة ، ثم تلى ذلك تأمين الميليشيات الإرهابية المنبثقة عن ميليشيا القاعدة والتي دخلت ضمنياً في تحالف القاعدة المبرم مع إيران ما بين 2001 - 2002 عندما سمحت إيران لكافة قيادي القاعدة بالعبور والاستقرار في إيران مقابل عدم القيام بأية أعمال إرهابية داخل إيران واستمر هذا التحالف إلى يومنا هذا ، حيث استفادت إيران من هذا التحالف في مد مخالبها في المنطقة برمتها خصوصاً في العراق وسوريا .
بعد إدخال العراق نفق محاربة الإرهاب بالتوافق مع أمريكا ودحر داعش صنيعة المخابرات الإيرانية السورية من بقايا القاعدة في سجن أبو غريب واستخدامهم في سوريا أولاً ثم في العراق ، وبعد تنفيذ أجندة تدمير المدن العراقية وعلى رٍأسها مدينة الموصل ، تحاول إيران استخدام أداوتها وغلمانها من السنة في حكومة بغداد لتجيير جهد وانتصارات المقاومة العراقية على قوات الاحتلال الأمريكي لصالحها .
ففي الوقت الذي كانت المقاومة العراقية تقاوم الاحتلال الأمريكي وتوجعه حيث استطاعت ، كانت إيران وميليشياتها تتصيد الفرص لضرب المقاومة العراقية عبر ميليشياتها والحكومة العميلة الموالية لها وتعمل على إدامة عملية تفريخ الميليشيات الإجرامية الأُخرى التي ملأت الطرق والمدى العراقية والسورية بها ، وذلك لبسط نفوذها وسيطرتها على الأرض وتعبيد الطريق المهم والرئيسي بالنسبة لها من إيران إلى سوريا ، فهل ستنجح إيران في تنفيذ مخططها العنصري الفارسي الخبيث هذا يا ترى ؟ ، على أثر الانسحاب الأمريكي من سوريا والمواجهة المحتملة التي يلوح بها الأمريكان في العراق ؟! .
إذاً ، أمريكا وإيران لا أمان ولا عهد لهما ، وصراعهما المرحلي المحتمل هذا إن صحت روايته ، هو صراع نفوذ وسيطرة ولن يتعدى عن خطة إجرامية أُخرى بأسلوب استعماري ، قديم جديد ، تحاول واهمة أمريكا الخروج منه بفوز رضى السنة عنها وعدم مقاومتهم لها أو ضربها وهذا أمراً لا يدخل ضمن معادلات المقاومة العراقية إلا إن تطلبته المرحلة ولفترة قصيرة قياساً بالفكر العسكري المقاوم .
وعلى الأمريكان أن لا يعولوا كثيراً على صبر المقاومة العراقية وأن يثبتوا جديتهم فيما يقومون به من حراك داخل العراق ، في ظاهره يبدو للشاهد أنه ضد الميليشيات الإجرامية الإيرانية وفي باطنه هو استمراراً لدعم الحكومة العميلة والعملية السياسية في بغداد ، وإلا لو كان الأمريكان جادون في التخلص من النفوذ الإيراني فأقصر الطرق هي الطرق المستقيمة والتي لا تحتاج إلى كل ذاك الحراك الذي تقوم به أمريكا ، فقيادات الحشد والميليشيات الإيرانية ومن يؤيدهم معلوم أماكن تواجدهم واجتماعاتهم مع الحكومة التي يدعمها الأمريكان ، ويصرحون من على شاشات الاعلام بولائهم المطلق للولي الفقيه في إيران نهاراً جهاراً دون خوف أو وجل ، فما الذي يفسر عدم ذهاب الأميركان اليهم مباشر، بدل حركات اللف والدوران المبهمة التي يقومون بها هذه الأيام ؟! ، الجواب سيكون في التحرك الأمريكي القادم في شهر آذار المقبل .
شباط 2019
Comments