الرفيق الدكتور خضير المرشدي - نعم إنّه الحق
- Al Mujahid
- Jan 28, 2019
- 2 min read
عضو قيادة قطر العراق

نعم إنّه الحق ... أيتها الماجدة الأبية
د. خضير المرشدي
لا أحسب إن سيدة عراقية شابة تقيم في لندن منذ صغرها ، وتدرس الطب حالياً في إحدى جامعاتها بعد أن حصلت على شهادة في العلوم السياسية ، إنها عاشت تجربة البعث في العراق بكل تفاصيلها إلاّ بحكم ماسمعته من مواقف وطنية أصيلة لعائلتها وما قرأته وأدركته بفكرها وثقافتها ووعيها بحكم العمر والنشأة بعيداً عن العراق ، كما لا أحسب ولا أعرف حقيقة إن كانت منتمية للبعث من عدمه ، لكنها بعفوية العراقية الفذة عبرت بإسلوب أنيق وانتماء وطني أصيل ووعي فريد عن موقف فكري رفيع تجاه البعث ، حينما ردّتْ على من ينعتها بأنها بعثية لمواقفها وكتاباتها الوطنية بالقول : ( هذه أنا ولن أتغير ، لي قناعتي ولي توجهاتي ولي نظراتي الدينية والسياسية ، وأعرف ما هو الصح وما هو الخطأ ومن هو الصالح ومن الطالح ، فلا تعتقدون أن من ينعتني بالبعثية أنه سيكون عار بل على العكس شرف ما بعده شرف ، مفهوم البعث عليكم أن تفهموه جيداً ، البعث يعني الحق ، والسلام على من آمن به ) . يا لها من كلمات شريفة أنيقة ، أليس هذا الثبات المتميز افتقر له الكثيرون ممن يظهرون في وسائل الاعلام ويتنكرون لبعثيتهم وانتماءهم لسبب أو لآخر ؟ !!! . ففي الوقت الذي نحيي فيه هذه الأخت العراقية الأصيلة الباسلة ( مورين ) ونوجه لها التحية على شجاعتها وبسالتها وثباتها ، فإنها لخّصتْ بكلمات مركزة فلسفة البعث ومنظومة قيمه ومبرر وجوده المبني على الإيمان بالحق ، وبضرورة ظفر الحق ، وبضرورة السعي كيما يظفر الحق ، وهو الإيمان بالله ، وعدم الاستغناء عن هذا الإيمان لأننا كما يقول الرفيق مؤسس البعث " نحن في حاجة ملحة لهذا الإيمان وفقر إليه عصيب ، فعبئنا ثقيل وطريقنا وعر ، وغايتنا بعيدة ، ولقد وصلنا الى هذا الإيمان ولم نبدأ به ، وكسبناه بالمشقة والألم ولم نرثه إرثاً ، ولا استلمناه تقليداً ، فهو عندنا إيمان بالحق ثمين لأنه ملكنا وثمرة اتعابنا " . ويضيف الأستاذ ، رحمه الله ، " لا أحسب أن شاباً عربياً يعي المفاسد المتغلغلة في قلب أمته ، ويقدر الأخطار المحيطة بمستقبل العروبة التي تهددها من الخارج ومن الداخل خاصة ، ويؤمن في الوقت نفسه أن الأمة العربية يجب أن تستمر في الحياة ، وأن لها رسالة لم تكمل أداءها بعد ، وفيها من الممكنات ما لم يتحقق ، وأن العرب لم يقولوا بعد كل ما عليهم أن يقولوه ، ولم يعملوا كل الذي في قدرتهم أن يعملوه ، لا نحسب مثل هذا الشاب أن يستغني عن الإيمان بالحق والإيمان بالله لكي ينتصر الحق " . إن هذه الماجدة العراقية الفاضلة الأبية قد جسّدت حقيقة ثابتة وهي ( أن الانتماء للبعث ليس درجة حزبية أو موقع أو منصب أو لأجل البحث عن شهرة أو جاه أو مال ، إنما هي حالة نضالية وكفاحية فريدة ، وموقف وطني وقومي وإنساني شريف لا يُدْرِكْ معانيه الوطنية والقومية ولا يستوعب أبعاده التاريخية ومضامينه الأخلاقية إلا المناضل الحقيقي الواعي الصادق والأصيل ) .
Commentaires