top of page
  • Writer's pictureAl Mujahid

عبد المنعم الملا - أميركا وإيران والاستراتيجية الإرهابية المتبعة

أمين عام مؤتمر المغتربين العراقيين


أميركا وإيران والاستراتيجية الإرهابية المتبعة

( الراية الخداعة ) 


لم تكن جريمة احتلال العراق مجرد جريمة عادية كحال باقي الجرائم الدولية التي قامت بها أمريكا منذ بداية نشأتها وحتى يومنا هذا ، إنما كانت مخططاً شيطانياً كُتب بأيادٍ أشد خبثاً ومكراً من إبليس نفسه ، رسمت سياستها على أنقاض الدول التي عبثت بأمنها واستقرارها بعد احتلالها ، وحولت شعوبها المقهورة إلى مادة دسمة تدفع أثمان من دمائها البريئة مقابل بقاء الخونة والعملاء الذين جاءت بهم إلى السلطة ولازالت تلتزمهم .





وليس بغريب ما تقوم به أمريكا في العراق ، خصوصاً إذا عرفنا أنها استخدمت نفس السياسية بحق شعبها نفسه ، من أجل أن تبرر جرائمها التي قامت ولا تزال تقوم بحق الشعوب الأُخرى .

فالاستراتيجية الأمريكية التي كشف عنها أحد زعماء فيدرالية الأخوة العالمية (IFB) ، سياسة الراية الخداعة ( False Flag ) ، والتي تستند على القيام بعمليات إرهابية ضد المصالح الأمريكية ، حتى وإن كان الشعب الأمريكي ضحيتها ، ثم نسبها إلى الخصوم أو من تريد مهاجمتهم أمريكا ، وأبرز هذه العمليات وأكبرها كانت عملية الهجوم على ميناء بيرل هاربر الأمريكي1941 ، والذي أعطى الذريعة لأمريكا باستخدام القنبلتين الذريتين ضد اليابان في هيروشيما وناكازاكي ، وعملية مهاجمة القاعدة الأمريكية في كوبا ( نورثوود اوبيريشن North-woods Operation ) عام 1962التي قامت بها ميليشيات كوبية شُكلت من قبل أمريكا لمهاجمة كوبا الأمر الذي دفع الرئيس الأمريكي كيندي حياته ثمن الوقوف بوجه هذه العملية الإرهابية ومهاجمة فيتنـام أيضاً .

إضافة الى الميليشيات السرية التي شكلتها في أوربا ( Stay Behind ) بعد الحرب العالمية الثانية والميليشيات التي شكلتها في إيطاليا وتركيا ( Strategy of Tension ) والتي كانت مهمتها شيطنة اليسار ومهاجمته لاحقاً ، إضافة إلى المهام الإجرامية الخاصة الأخرى التي تُكلف بها ، ومنها زعزعت الأمن والأستقرار في البلدان التي أوجدت فيها هذه الميليشيات بكافة تفرعاتها والمجاميع المرتبطة بها ، هذا بالإضافة إلى تشكيل ميليشيا الكونترا في الهندوراس " Contra " وميليشيات متعددة في العراق ، كان مهندسها الرئيسي هو جون نغربونتي عندما كان سفيراً في كلا الدولتين .

ومن العمليات الإرهابية الكبرى التي أقدمت عليها أمريكا واستطاعت من خلالها تدمير عدة بلدان ، ولازال شبح هذه العملية يطارد بعض الدول الأخرى ، هي عملية تدمير برجي التجارة الدوليين في نيويورك  2001 ، وما تبعها من تدمير هائل لحق بالكثير من الدول عبر احتلالها مباشرة أو عبر الميليشيات التي نتجت عن هذه العملية وعلى رأسها القاعدة وما خلف منها ميليشيات على شاكلتها بل وأسوء منها وآخرها وليست الأخيرة داعش والميليشيات المرتبطة والمدعومة من إيران ، ولا ننسى أن إيران وفرت الملاذ الآمن للقاعدة عندما انتفت الحاجة منها أمريكياً وأدخلت بعض من قيادييها إلى العراق بعد 2003 والتي كان لها الأثر الأكبر في تشكيل ميليشيات شبيهة بالقاعدة الأصل . 

وبحجة مقاتلة هذه الميليشيات الشبيهة بالقاعدة لجأت إيران إلى اعتماد الاستراتيجية الأمريكية ( الراية الخداعة ) فأنشات ميليشيات أُخرى على نفس شاكلتها لكن تختلف بالعقيدة والمذهب ، كانت مهمتهم الأولى والأخيرة تدمير المدن التي يدخولها واحدة تلو الأُخرى والسيطرة عليها تمهيداً لبسط النفوذ الإيراني الكامل عليها ومباركة أمريكية إسرائيلية كاملة ، إمعاناً وايغالاً في تدمير ومسح مدناً وتفكيك دولاً قائمة بذاتها في المنطقة وتحويلها إلى ساحات حروب وصراعات طائفية وعرقية شبه أبدية ، ومن ثم تقسيمها وإنهاء دورها إلى الأبد .

أن ما حدث ويحدث في العراق هو جزءاً من جريمة إرهابية منظمة ومخطط لها منذ القرن الماضي ، شارك فيها كل الموجودين اليوم على سدة الحكم في العراق ، ومن جاؤوا مع المحتل او دعموا من اإيران أو من الدول العربية التي كان لها دوراً لا يقل أهمية إن لم يكن أكبر من دور الدول الغربية في هذه الجريمة وإلى يومنا هذا .   كعراقيين ، فإن الحقيقة التي يجب نصارح أنفسنا بها ، هي أن أمريكا ماضية بسياسيتها التدميرية تجاه العراق ، ولن يوقف سيولها الإرهابية إلا المقاومة العراقية وثورة الشعب العراقي على أداواتها التدميرية من السراق والفاسدين والمجرمين في ما تسمى بالحكومة العراقية الوهمية ، التي صارت توزع المناصب والوزارات فيها عبر مناقصات ومساومات دنيئة بين الأحزاب المشاركة في الحكومة والبرلمان ورئاسة الدولة ، بعد أن استطاعت بدعم أمريكي وإيراني عبور مرحلة الدجل والتدليس على عموم الشعب العراقي في إعلان تشكيلتها المنقوصة حتى اليوم ، عبر انتخابات مزورة بشهادتهم هم أنفسهم ، بعد أن نجحوا رعاع المنطقة الخضراء رهن العراق أرضاً وشعباً لقوى الإرهاب المصنعة أمريكياً والمسوقة إيرانياً والمُتاجر بها إسرائيلياً .

وإن من يحجب عينيه عن رؤية هذه الحقيقة أو يهاب مواجهتها خوفاً من عواقبها المترتبة عليها ، فالواجب أن يعيد النظر مرة أخرى وقبل فوات الأوان ، بل وقبل أن يصبح شريكاً بهذه الجريمة بالسكوت عليها .

فالنزيف العراقي أرضاً وشعباً لم ولن يتوقف إلا بزوال آلة الإرهاب الأمريكية الإيرانية الإسرائيلية وتفرعاتها المتمثلة بالميليشيات المتشرة في عموم العراق وبالعملاء والخونة والفاسدين في المنطقة الخضراء ، حتى وإن كان الثمن باهضاً فلن يكون أكثر مما دفع العراقيين منذ 2003 وحتى يومنا هذا ومازلوا يدفعون .


عبد المنعم الملا

لندن كانون الأول 2018

17 views0 comments
أكثر من مائة شهيد أغلبهم من النساء والأطفال في حادث غرق العبارة السياحية في جزيرة أم الربيعين بالموصل  
bottom of page