top of page
  • Writer's pictureAl Mujahid

أبو جاسملَر وأمريكا الهوبية

رواية لها ربط بين ( أشقيائية ) بغداد القدامى وخاوات أمريكا


في بغداد ما قبل ثورة 17 - 30 تموز المجيدة ، كان في العراق عموماً وفي بغداد على وجه الخصوص أشخاص يُطلق على الواحد منهم مكنى ( أبو جاسملر ) يشتهر بالقوة العضلية التي يستخدمها في فرض أتاوات ( خاوات ) على الناس وما كان أحد يجرؤ على رفض العطاء لهم ، وكان العراقييون يصفون هؤلاء الزمرة بالأشقيائية ( شقاوات ) .

ويُروى أنه كان في خان الشابندر في بغداد إثنان من هؤلاء الأشقيائية ( هوبي وأخوه ) يفرضون على كل صائغ ( بائع ذهب ومجوهرات ) مبلغ من المال يؤدى لهم شهرياً ، وكان الصاغة ملتزمين بالدفع لهما نهاية كل شهر ، حتى قامت ثورة 17 - 30 تموز المجيدة ، وعندما عرف الصاغة واطمئنوا لجدية حكومة الثورة في الضرب على كل من تسول له نفسه الضرر والمساس بأمن الشعب ، قاموا برفع شكاواهم إلى الجهات الأمنية التي قامت فوراً بإلقاء القبض على هذين الشقيين ( الأبو جاسملرين ) لتنقذ الناس من شرورهما وابتزازهما .

رباط روايتنا هذه ، أن أمريكا تعلب اليوم دور هوبي في العالم على وجه العموم ودول الخليج على وجه الخصوص ، خاوات تأخذها من هذا وذاك بحجة حمايتها لهم وبطريقة ابتزازية واضحة ، تحلب فيهم على طريقة ( أبو جاسملر ) ، الفارق بين ( أبو جاسملر ) وأمريكا ، أنه وللإنصاف ، فإن ( أبو جاسملر ) كانت له مواقف يذود بها عن أهل محلته وجيرانه ، وقد سمعنا عن البعض منهم مواقف تنم عن حس وشعور بالوطنية تجاه تهديدات الأعداء ، وقد يكون إجحاف بحقهم إذا شبهنا خاوات أمريكا بخاواتهم من حيث الأسلوب ، لكن يبقى فعل أبو جاسملر كان مرفوضاً اجتماعياً لتنافيه مجمل القيم والأخلاق العربية .

وكل ما نحتاجه اليوم هو وقفة جادة لردع أبو جاسملر هذا الزمان إذا ما أيقنا أن إسقاطه ليس بالأمر الصعب أو المستحيل إذا ما توحدت قوى هذه الأمّة الشريفة للضرب على يد أشقياء هذا الزمان وإنهاء معاناة الشعب العربي من ابتزاز أبو جاسملر .

24 views0 comments
أكثر من مائة شهيد أغلبهم من النساء والأطفال في حادث غرق العبارة السياحية في جزيرة أم الربيعين بالموصل  
bottom of page