top of page
  • Writer's pictureAl Mujahid

هذه حقيقة مقتل خاشقجي ، وكفاكم عويلاً وكذباً فلقد جعلتمونا أضحوكة للعالم

Updated: Nov 15, 2018

يكتبها الأستاذ عبد المنعم الملا - لندن


لم نكد أن نصدق أمراً بخصوص قضية خاشقجي حتى يظهر نقيدضه أو نفسه برواية ساذجة أخرى أتفه من أولها ، فكل طرف في القضية مراهنٍ على خسارة الطرف الآخر وإسقاطه دون أن يضربه ( ضربة قاضية ) بكشف الحقيقة كاملة ومن كلا الجانبين ومعهم الأطراف الفرعية المتشيطنة التي ما انفكت تصب الزيت على النار وهي تعلم أن الحقيقة لا يمكن أن تخرج عن هذا السيناريو المقرف.

نصب الأتراك كاميرات في القنصلية السعودية في اسطنبول منذ وقت طويل وهم على إطلاع على كل شاردة وواردة فيها ، وشاهدوا عملية قتل خاشقجي ولكنهم لم يتدخلوا لإنقاذه خشية كشفهم فتتحول القضية من جريمة جنائية سعودية غبية ( إلى أبعد حد ممكن ) إلى فضيحة مخابراتية دولية ، لهذا أعلن الأتراك عن الخاشقجي قتل في الدقائق الأولى من دخوله القنصلية ، وهم بذلك يدافعون عن أنفسهم في حال تم كشف كاميراتهم المزروعة داخل القنصلية ، سيبرروا أنه لم يتسنى لهم التدخل لإنقاذه لأن عملية القتل حدثت خلال الدقائق الأولى بعد دخول خاشقجي قنصلية بلاده ( المصدر سي إن إن التركية ) ، وإلا كيف صوروا طريقة قتل خاشقجي بهذه التفصيلات وكأنهم كانوا مع القتلة المارقين ! .

والسعودية وقفت مذهولة أمام الاعلان التركي عن مقتل خاشقجي في اليوم الأول ، بل في الساعات الأولى ، أي بعد ظهور خطيبة خاشقجي واتصالها بالأمن التركي ، والتزمت السعودية الصمت لأكثر من 18 يوم ، في محاولة لإستيعاب صدمة معرفة الأتراك بتفاصيل العملية وإعلان مقتل خاشقجي ، كذلك حاولت السعودية إيجاد مخرجاً من العملية الإجرامية الغبية التي لن يستطيع أي غبي على وجه الأرض أن ينفذها لولا وجود أمرٍ من سلطة عليا امتدت في طغيانها فوقعت في أغبى أعمالها وأشرها.

أما قناة الجزيرة ، التي كانت تستضيف خاشقجي نفسه لتهاجمه وتظهره بمظهر محامي الشيطان إبان الحصار الإجرامي الذي فرض على العراق ، حيث كان موقف خاشقجي المؤيد للحصار والحرب على العراق وشيطنة النظام الوطني العراقي.

واليوم تبدلت قناة الجزيرة لتصبح إمرأة أبو لهب ، تحمل بيد مطرقة الاعلام المتشيطن وباليد الأخرى حاملة الحطب ، ظلت تطرق وتزيد من نار القضية حطباً على السعودية ساعية وراء تحقيق عدة أهداف سياسية بحته لا علاقة للاعلام بها إطلاقاً ، أولها الضغط على السعودية وشيطنتها من أجل اعترافات منقوصة وغبية ( أغبى من العملية نفسها ) ، كذلك من أجل تخبط أكثر من جانب السعودية وبالتالي تحقيق مكاسب سياسية على حساب الموقف السعودي الضعيف خصوصاً تجاه الأزمة الخليجية ومحاولة عزل محمد بن سلمان ، وها هي اليوم ومعها كل شياطين الغرب الاعلامية والسياسية يطبلون باتجاه الضغط على السعودية لوقف الحرب على العصابات الحوثية في اليمن والتي ارتكبت آلاف الجرائم الأكثر أهمية من ألف خاشقجي وخاشقجية !! .

وثانيهما إبعاد شبهة التجسس على القنصلية السعودية من قبل الجانب التركي ، وهنا يأتي دور السعودية لصد ولو بعض الضربات التي تتلقاها يومياً ، فتعيد كرة النار التي أحرقت شباكهم كلها تقريباً ، إلى الملعب التركي الذي لازال يحافظ على شباكه نظيفة بذكاء وحنكة لحد الآن ، عله ينتج عن هذا اللعب السمج قناعة بإنهاء الأمر وطيه بتسوية قانونية يتحملها قاتلي خاشقجي لينتهي الأمر إلى غير رجعة.

أما الاستمرار في عملية اللعب على عامل الوقت من قبل الأتراك والسعوديين ، من أجل كسب سياسي تافه قياساً بالخسارة ، كلاً على حساب الآخر لن يأتي قطوفه بثمر عليهما ، مادام هناك أطراف من مصلحتها أن تستمر هذه القضية وتكبر أكثر وتزداد خسارة كلا الطرفين أكثر وأكثر.

لقد تعلمنا أن الثابت الوحيد في السياسة هو متغيراتها ، فلا تستغربوا عندما تغير كافة الأطراف سياستها بين ليلة وضحاها ، فتطوى هذه القضية إلى غير رجعة ، ويخسر فيها من وقف مع طرف على حساب الطرف الآخر ، رغم علمه أن جميع الأطراف خاسرة لا محالة..

عبدالمنعم الملا

لندن 1 تشرين الثاني

12 views0 comments
أكثر من مائة شهيد أغلبهم من النساء والأطفال في حادث غرق العبارة السياحية في جزيرة أم الربيعين بالموصل  
bottom of page